أميرة العاشقين
غريب على الخليج " بدر شاكر السياب  Signat13
أميرة العاشقين
غريب على الخليج " بدر شاكر السياب  Signat13
أميرة العاشقين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أميرة العاشقين

 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

                


 

 غريب على الخليج " بدر شاكر السياب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر
Anonymous



غريب على الخليج " بدر شاكر السياب  Empty
مُساهمةموضوع: غريب على الخليج " بدر شاكر السياب    غريب على الخليج " بدر شاكر السياب  I_icon_minitimeالأربعاء مايو 11, 2011 8:53 pm

تعد قصيدته ( غريب على الخليج ) من أهم القصائد التي قالها ،، ومن أكثرها جمالا وروعة ، يتغنى فيها بالبلد الجميل ،، الذي عرف أقدم الحضارات( العراق الحبيب)
في هذه القصيدة الطويلة المشهورة ، التي ظلت نشيدا عذبا يردده العراقيون
في جلساتهم ، كلما طال بهم الحنين الى البلاد الساحرة ، وأهلها الطيبين ، الذين امتازوا بالدفء والحنان وطيب الكلام ، والمواقف الجميلة التي تربطهم بالأصدقاء والمحبين ، نلاحظ في القصيدة الوحدة الموضوعية المتمثلة في وحدة الإحساس ، يظل الشعور المسيطر ، نحو الوطن الحبيب ، يتكلم عبر هذه القصيدة التي هي ،، من مطولات الشاعر ، والقصيدة من شعر التفعيلة الحديث الذي يتميز بتنوع القوافي ، والموسيقى الجميلة التي منحها استعمال إيقاع البحر الكامل
( متفاعلن ) أضاف لها جمالا باهرا وانفعالا يتناسب والجو النفسي العاطفي الذي أحاط بالقصيدة
يستهل الشاعر قصيدته بمخاطبة امرأة مجهولة ، لا ندري من هي ؟ قد تكون الزوجة ام الحبيبة ام الاخت ام الصديقة ، وكانت علاقة الشاعر بالمراة وطيدة ، فقد حرم من الأم وهو صغير ، لكنه أحب العديد من النساء ، وقد يكون وجد في حبه لهن ،، تعويضا عن حب الأم المفقود ، وقد تكون المراة المخاطبة هي الأهل الذين أرغم الشاعر على الابتعاد عنهم ، وقد تكون الوطن ، ذلك الساحر العجيب والأليف الذي يضطر شاعرنا الى هجره الى ضفاف أخرى قد تقيه حينا من حرارة الشوق المستعر ، ويربط الشاعر بين المراة والوطن بعلاقة قوية ،،لا انفصام بها ، فالحب بلا وطن ، لا يمنح الوصال ،، والدفء المنشود ، والوطن الذي يخلو من الحب ، هو مكان ظالم لأهله ، فالمراة والوطن كلاهما ، مصباحان ينيران طريق الشاعر ، الوعر المظلم والذي تحيطه المحبطات ، فقر طويل مهلك ، يتم وحرمان من حب الأم ، نشاط سياسي غير متواصل ، وشكل غير جذاب ، مرض عضال أقعده عن العمل ، وتذبذب بين اليمين واليسار في مسالك السياسة ، كل هذه الأمور جعلت منه شاعرا عاطفيا رقيقا رومانسيا ، والقصيدة الجميلة هذه ،، قد أبدع الشاعر في ان ينقل لنا بأسلوبه الرائع ،، معاناته الطويلة وهو متغرب في بلاد أخرى ، حتى وان كانت شقيقة ، لهذا يخبرنا ان الوطن وحده ،، يحلو به اللقاء بالحبيبة ، وان أي لقاء آخر بحسناء ،، بعيدا عن تربة العراق المعطاء ،، سيكون مبتورا ناقصا عديم الجدوى ، لا يمنح الدفء الذي ننتظر من الحب ان يمنحه
يزدحم الشوق الى الحبيبين معا ،، في نفس الشاعر ، المرهف الحس ، فيخض دمه خضا ، ويظل يحلم بان يرى العراق ، حيث يعيش هذا الحلم الجميل في دمه ، وتتحول الدماء فيه إلى اشتهاء ، لكل ما في الوطن من جمال وقبح ، ويأتي بطرق أسلوبية كثيرة ،، لتبيان ذلك الشوق ( حتى الظلام هناك أجمل فهو يحتضن العراق) ، وتظهر الروح الوطنية لدى السياب في هذه القصيدة بأحلى صورها ، فكل شيء رائع الفتنة والجمال ، ويتحسر الشاعر وهو غريب مريض على أمنيات ،، ميسورة سهلة متواضعة ، ولكنها بعين الغريب عن وطنه ،، مستحيلة وبعيدة التحقيق ، وهي رغبته في النوم في العراق ،، ليالي الصيف ،، حيث تتساقط قطرات الندى المنعشة ، معطرة العراق دون غيره ، وهو لم يجد أجمل من العراق ،، بعد أن جرب كل بلدان الدنيا ، ويختتم قصيدته ،بان يأتي ،، بحلم مؤثر وهو ان يجد قبرا صغيرا في العراق ، يضم رفاته ، بعد ان شعر انه سيموت بعيدا ،، عن الوطن الحبيب ، وتلك الأمنية رغم بساطتها ،، تظل حلما يراود قلوب المبعدين عن الأوطان ، والذين يعيشون بحبهم لأوطانهم رغم اضطرار الابتعاد وتوالي سنين المعاناة.







"غريــــب على الخلــــيج "






الريح تلهث بالهجيرة كالجثام على الأصيل
وعلى القلوع تظل تطوي أو تنشر للرحيل
زحم الخليج بهن مكتدحون جوابو بحار
من كل حاف نصف عاري
وعلى الرمال على الخليج
جلس الغريب يسرع البصر المحير في الخليج
ويهد أعمدة الضياء بما يصعد من نشيج
"أعلى من العباب يهدر رغوه ومن الضجيج
صوت تفجر في قرارة نفسي الثكلى: عراق،
كالمد يصعد كالسحابة كالدموع إلى العيون
الريح تصرخ بي: عراق،
والموج يعول بي: عراق، عراق، ليس سوى عراق!
البحر أوسع ما يكون وأنت أبعد ما تكون
والبحر دونك يا عراق.
بالأمس حين مررت بالمقهى، سمعتك يا عراق...
وكنت دورة أسطوانة
هي دورة الأفلاك من عمري، تكور لي زمانه
في لحظتين من الزمان، وإن تكن فقدت مكانه.
هي وجه أمي في الظلام
وصوتها، يتزلقان مع الروي حتى أنام،
وهي النخيل أخاف منه إذا ادلهم مع الغروب
فاكتظ بالأشباح تخطف كل طفل لا يؤوب
من الدروب،
وهي المفلية العجوز وما توشوش عن "حزام"
وكيف شق القبر عنه أمام "عفراء" الجميله
فاحتازها... إلا جديله.
زهراء، أنت... أتذكرين
تنورنا الوهاج تزحمه أكف المصطلين؟
وحديث عمتى الخفيض عن الملوك الغابرين؟
ووراء باب كالقضاء
قد أوصدته على النساء
أيد تطاع بما تشاء لأنها أيدي رجال -
كان الرجال يعربدون ويسمرون بلا كلال.
أفتذكرين؟ أتذكرين؟
سعداء كنا قانعين
بذلك القصص الحزين لأنه قصص النساء.
حشد من الحيوات والأزمان، كنا عنفوانه،
كنا مداريه اللذين بينهما كيانه.
أفليس ذاك سوى هباء؟
حلم ودورة أسطوانه؟.
إن كان هذا كل ما يبقي فأين هو العزاء؟
أحببت فيك عراق روحي أو حببتك أنت فيه،
يا أنتما مصباح روحي أنتما - وأتى المساء
والليل أطبق فلتشعا في دجاه فلا أتيه.
لو جئت في البلد الغريب إلى ما كمل اللقاء!
الملتقى بك والعراق على يدي... هو اللقاء!
شوق يخض دمي إلهي كأن كل دمي اشتهاء
جوع إلهي كجوع كل دم الغريق إلى الهواء.
شوق الجنين إذا اشرأب من الظلام إلى الولاده!
إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون!
أيخون إنسان بلاده؟
إن خان معنى أن يكون فكيف يمكن أن يكون؟
الشمس أجمل في بلادي من سواها، والظلام
- حتى الظلام - هناك أجمل فهو يحتضن العراق
وحسرتاه متى أنام
فأحس أن على الوسادة
من ليلك الصيفي طلا فيه عطرك يا عراق؟
بين القرى المتهيبات خطاي والمدن الغريبه
غنيت تربتك الحبيبه،
وحملتها فأنا المسيح يجر في المنفى صليبه،
فسمعت وقع خطى الجياع تسير، تدمي من عثار
فتذر في عيني، منك ومن مناسمها غبار.
ما زلت أضرب مترب القدمين أشعت، في الدروب
تحت الشموس الأجنبيه،
متخافق الأطمار أبسط بالسؤال يدا نديه
صفراء من ذل وحمى ذل شحاذ غريب
بين العيون الأجنبيه،
بين احتقار وانتهار وازورار... أو "خطيه"
والموت أهون من "خطيه"،
من ذلك الإشفاق تعصره العيون الأجنبيه
قطرات ماء.... معدنيه!
فلتنطفي، يا أنت، يا قطرات، يا دم، يا ... نقود،
يا ريح، يا إبرا تخيط لي الشراع - متى أعود
إلى العراق. متى أعود؟
يا لمعة الأمواج رنحهن مجداف يرود
بي الخليج، ويا كواكبه الكبيرة ... يا نقود!
ليت السفائن لا تقاضى راكبيها عن سفار
أو ليت أن الأرض كالأفق العريض، بلا بحار!
ما زلت أحسب يا نقود، أعدكن وأستزيد،
ما زلت أنقص، يا نقود، بن من مدد اغترابي،
ما زلت أوقد بالتماعتكن نافذتي وبابي
في الضفة الأخرى هناك فحدثيني يا نقود
متى أعود؟ متى أعود
أتراه يأزفن قبل موتى، ذلك اليوم السعيد؟
سأفيق في ذاك الصباح، وفي السماء من السحاب
كسر، وفي النسمات برد مشبع بعطور آب،
وأزيح بالثوباء بقيا من نعاسي كالحجاب
من الحرير يشف عما لا يبين وما يبين:
عما نسيت وكدت لا أنسى، وشك في يقين.
ويضيء لي - وأنا أمد يدي لألبس من ثيابي -
ما كنت أبحث عنه في عتمات نفسي من جواب
لم يملأ الفرح الخفي شعاب نفسي كالضباب؟
اليوم - واندفق السرور على يفجأني - أعود!
وحسرتاه.. فلن أعود إلى العراق!
وهل يعود
من كان تعوزه النقود؟ وكيف تدخر النقود
وأنت تأكل إذ تجوع؟ وأنت تنفق ما يجود
به الكرام، على الطعام؟
لتبكين على العراق
فما لديك سوى الدموع
وسوى انتظارك دون جدوى للرياح وللقلوع!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
غريب على الخليج " بدر شاكر السياب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أميرة العاشقين  :: ©؛°¨°؛©][المنتديات الأدبيـــة ][©؛°¨°؛© :: ◊۩¯−ـ‗همس القوافي ‗ـ−¯۩◊-
انتقل الى: